الاثنين، 7 ديسمبر 2015

الرافعى


اسمه : هو مصطفى صادق الرافعي بن الشيخ عبد الرّزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي
مولده و نشأته : 
ولد الرافعي في قرية ( بَهْتيم ) من محافظة القليوبيّة في مصر ، في يناير 1880م .
والده الشيخ عبد الرازق الرافعي ، كان رئيسا للمحاكم الشرعية في كثير من محافظات مصر و آخرها طنطا ، ويمتدّ نسبه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأمّه أسماء ابنة الشيخ أحمد الطوخي الحلبي الذي كان يدير تجارته بين مصر والشام .
نشأ في بيت دين وعلم ، وكان بيتهم مقصد العلماء ، وندوة المناظرات الدينية والأدبية ، ينهل منها الرافعي علماً وأدباً، وقد ظهرت بوادر نبوغه منذ طفولته فكان موضع اهتمام كبير من والديه .
بدأت دراسته بالكُتّاب وحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين .
دخل المدرسة الابتدائية في دمنهـور وهو في الثانية عشرة من عمره ، ثم انتقل مع والده إلى المنصورة حيث نال الشهادة الابتدائية من مدرستها ، وظلّت هي الشهادة الرسمية الوحيدة في عمره كله بسبب ظروفه الصحّية التي أورثته الصمم فيما بعد ، وبقي يُعامَل من حيث الوظائف وميدان العمل على أساسها
وقد التحق "الرافعي" بوظيفة كاتب بمحكمة طلخا الشرعية سنة (1317هـ = 1899م)، ثم نُقل منها إلى محكمة إيتاي البارود، ثم إلى محكمة طنطا الشرعية، ومنها إلى محكمة طنطا الأهلية، وظل بها حتى وفاته.
تزوج من السيدة نفيسة البرقوقي أخت صديقه الأثير الشيخ محمد عبد الرحمن البرقوقي ، فكانت نعم الزوجة تعينه وتشدّ من أزره .المزيد

سمات أدب "الرافعي
نستطيع أن نبين أهم السمات والملامح التي تميز بها أدب "الرافعي" كما يلي:

أولاً: الأصالة الإسلامية:

من أولى السمات وأبرزها وأوضحها في آداب "الرافعي" السمة الإسلامية، وهي تتضح منذ نشأته وحتى مماته.. فبيته الذي نشأ فيه غرس فيه الروح الإسلامية، وظل ناشئًا معها محاطًا بها في كل أطوار حياته، ونرى السمة الإسلامية في نقده وثقافته، وفي إبداعه؛ وهو ما يدل على أنه كان يبغي وجه ربه في كتاباته، ومن هنا علَّق على نشيده "ربنا إياك ندعو" فقال: إني أعلق أملاً كبيرًا على غرس هذه المعاني في نفوس النشء المسلم، فالرجل لم يكتب لشهرة ولا لمال ولا لمنصب؛ وإنما كان الإسلام هو دافعه وموجهه.

ثانيًا: أصالة المعاني والألفاظ:
إن من يقرأ أدب "الرافعي" ويتمعن في سمو معانيه ودقة ألفاظه يقول: إن هذا الرجل لم يعشْ في القرن العشرين؛ وإنما عاش معاصرًا للجاحظ وابن المقفع وبديع الزمان، والدليل على ذلك أنه ما وُجد أديب معاصر له قارب أسلوبه أو لغته أو فنه، وكان هذا دافعًا لوجود أعداء كثيرين له، بل لقد عاداه الكثير من أدباء عصره حيًّا وميتًا، ولم يذهب واحد من خصومه معزيًا أهله في وفاته، إلا رجل واحد كتب برقية إلى ولده؛ هو الدكتور "طه حسين".

ثالثًا: القوة في الحق:القوة في الحق سمة بارزة في أدب "الرافعي" وفي كتاباته، فبرغم أن "العقاد" قال عنه يومًا: "إنه ليتفتق لهذا الكاتب من أساليب البيان ما يتفتق مثله لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها"، إلا أن هذا لم يُغفر للعقاد أن يتناوله "الرافعي" بنقد شديد فيما بعد؛ حرصًا منه على فكرته، كما أننا لم نجد في كتاباته مداهنة لأحد ولا خوفًا من أحد، لقد كان العقاد كاتب الوفد الأول، إلا أن "الرافعي" لم يهبه، وكان "عبدالله عفيفي" شاعر الملك، إلا أنه لم يسلم من قلم "الرافعي"، هذه أبرز سمة في أدب "الرافعي" وهي تكفيه

مؤلفاته:استطاع الرافعي خلال فترة حياته الأدبية التي تربو على خمسٍ وثلاثين سنة إنتاج مجموعة كبيرة ومهمة من الدواوين والكتب أصبحت علامات مميزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.
(1) دواوينه الشعرية:
كان الرافعي شاعراً مطبوعاً بدأ قرض الشعر وهو في العشرين، وطبع الجزء الأول من ديوانه في عام 1903 وهو بعد لم يتجاوز الثالثة والعشرين، وقد قدّم له بمقدمة بارعة فصّل فيها معنى الشعر وفنونه ومذاهبه وأوليته.
وتألق نجم الرافعي الشاعر بعد الجزء الأول واستطاع بغير عناء أن يلفت نظر أدباء عصره، واستمر على دأبه فأصدر الجزأين الثاني والثالث من ديوانه. وبعد فترة أصدر ديوان النظرات، ولقي الرافعي حفاوة بالغة من علماء العربية وأدبائها قلّ نظيرها، حتى كتب إليه الإمام محمد عبده قائلاً: " أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل، وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان في الأوائل ".
(2) كتبه النثرية:كتب الرافعي مجموعة من الكتب عُدت من عيون الأدب المعاصر

وأهمها:
1- تحت راية القرآن: المعركة بين القديم والجديد: وهو كتاب وقفه –كما يقول- على تبيان غلطات المجددين الذي يريدون بأغراضهم وأهوائهم أن يبتلوا الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم، وهو في الأصل مجموعة مقالات كان ينشرها في الصحف في أعقاب خلافه مع طه حسين الذي احتل رده على كتاب " في الشعر الجاهلي " معظم صفحات الكتاب.

2- وحي القلم: وهو مجموعة من مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة من الحياة الاجتماعية المعاصرة والقصص والتاريخ الإسلامي المتناثرة في العديد من المجلات المصرية المشهورة في مطلع القرن الماضي مثل: الرسالة، والمؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها.

3- تاريخ الأدب العربي: وهو كتاب في ثلاثة أجزاء، الأول: في أبواب الأدب والرواية والرواة والشواهد الشعرية، والثاني: في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وأما الثالث: فقد انتقل الرافعي إلى رحمة ربه قبل أن يرى النور؛ فتولى تلميذه محمد سعيد العريان إخراجه

4- حديث القمر: هو ثاني كتبه النثرية وقد أنشأه بعد عودته من رحلة إلى لبنان عام 1912

5- كتاب المساكين: وهو كتاب قدّم له بمقدمة بليغة في معنى الفقر والإحسان والتعاطف الإنساني، وهو فصول شتى ليس له وحدة تربطها سوى أنها صور من الآلام الإنسانية الكثيرة الألوان المتعددة الظلال. وقد أسند الكلام فيه إلى الشيخ علي الذي يصفه الرافعي بأنه: " الجبل الباذخ الأشم في هذه الإنسانية التي يتخبطها الفقر بأذاه "، وقد لقي هذا الكتاب احتفالاً كبيراً من أهل الأدب حتى قال عنه أحمد زكي باشاً: " لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته ".

6- رسائل الأحزان: من روائع الرافعي الثلاثة؛ التي هي نفحات الحب التي تملكت قلبه وإشراقات روحه، وقد كانت لوعة القطيعة ومرارتها أوحت إليه برسائل الأحزان التي يقول فيها " هي رسائل الأحزان لا لأنها من الحزن جاءت؛ ولكن لأنها إلى الأحزان انتهت؛ ثم لأنها من لسان كان سلماً يترجم عن قلب كان حرباً؛ ثم لأن هذا التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة وكان كالحياة ماضياً إلى قبر ".
7- السحاب الأحمر: وقد جاء بعد رسائل الأحزان، وهو يتمحور حول فلسفة البغض، وطيش القلب، ولؤم المرأة.

8- أوراق الورد رسائله ورسائلها: وهو طائفة من خواطر النفس المنثورة في فلسفة الحب والجمال، أنشأه الرافعي ليصف حالةً من حالاته ويثبت تاريخاً من تاريخه، كانت رسائل يناجي بها محبوبته في خلوته، ويتحدث بها إلى نفسه أو يبعث بها إلى خيالها

9- على السَّفُّود: وهو كتاب لم يكتب عليه اسم الرافعي وإنما رمز إليه بعبارة إمام من أئمة الأدب العربي؛ وهو عبارة عن مجموعة مقالات في نقد بعض نتاج العقاد الأدبي.
وفاته: 
وظل "الرافعي" حتى آخر حياته متيقظ العقل، متوهج الفكر، لا يشكوا من علة معقدة أو مرض يلزمه الفراش، حتى استيقظ في فجر يوم الاثنين 28 صفر 1356هـ ، الموافق 10 مايو 1937م ، فتوضأ وصلى، وجلس يقرأ القرآن الكريم، وشعر باضطراب في معدته، فأعطاه ابنه الدكتور "محمد" دواء، وطلب منه أن يخلد للراحة والنوم، وبعد ساعتين استيقظ "الرافعي"، وبينما هو في طريقه إلى الحمام سقط مسلمًا الروح، بعد حياة لم تتجاوز ستين سنة، تاركًا تراثًا خالدًا، وذكرى عطرة.

وفاة الشيخ الخليفي ( إمام الحرم المكي) 28 صفر 1414 هـ :هو الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخليفي.
ولد في منطقة القصيم بمدينة البكيرية عام 1333هـ تقريباً.
نشأ الشيخ في مدينة البكيرية في بيئة دينية صالحة محافظة على تعاليم الإسلام، حيث كان والده شيخاً جليلاً وإماماً لأحد مساجد البكيرية وكان جده الشيخ عبد الله شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً بمدينة البكيرية.

هذه البيئة الدينية والعلمية أثرت تأثيراً كبيراً على نشأة فضيلة الشيخ عبدالله فقد كان والده حريصاً كل الحرص على تربيته تربية دينية.
حفظ الشيخ عبدالله القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمد الخليفي وله من العمر حوالي سبعة عشر عاماً ، ثم طلب العلم في بداية نشأته عليه أيضا ، وممن طلب العلم على أيديهم الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبد العزيز بن سبيّل وسماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد.

إلى المسجد الحرام

بدأت علاقة الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله بالإمامة في المسجد التحتي بالبكيرية وهو أول مسجد في المدينة في ذلك الوقت ثم اصبح إماما للتراويح والقيام في مسجد المدينة وهو مسجد يقع في إحدى المزارع ، وبعد أن انتهى من طلب العلم على المشايخ ذاع صيته بين أبناء المنطقة ، فذكره بعض المقربين للأمير فيصل بن عبد العزيز رحمه الله. فأمر باستدعائه للصلاة معه إماماً خاصاً به في مدينة الطائف، وكان ذلك حوالي سنة 1365هـ، واستمر عنده لمدة سنتين.
وعندما ذاع صيت الشيخ عبد الله الخليفي أعجب به الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله فطلبه ليكون إماما مساعداً للشيخ عبد الظاهر أبو السمح رحمه الله في المسجد الحرام فكان له ما طلب، فذاع صيته هناك، وعرفه الناس بصوته العذب وتلاوته الفريدة التي تأسر القلوب.
انتقل الشيخ عبد الله الخليفي إلى المسجد الحرام ، إماماً مساعداً للشيخ عبد الظاهر أبو السمح، واستمر في ذلك إلى أن توفي الشيخ أبو السمح وأصبح إماما رسمياً للمسجد الحرام سنة 1373هـ.
ومن زملاء الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله في الإمامة بالمسجد الحرام في تلك الفترة، في بداية تعيينه كل من: الشيخ عبد الظاهر أبو السمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.
كان الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله يصلي بالناس الفروض الخمسة والتراويح طوال السنوات العشر التي تلت وفاة الشيخ أبو السمح ،وعندما عين بعض الائمة للمسجد الحرام أصبح يؤم الناس في صلاتي العصر والمغرب ثم أصبح يؤم الناس في صلاة المغرب فقط إلى أن توفى رحمه الله
و بهذا فقد وظل في هذه المهنة الشريفة إمامة المسلمين في المسجد الحرام ما يربو على أربعين عاماً.
الدعوة إلى اللهساهم الشيخ عبد الله الخليفي في مجالات دعوية شتى، منها الخطابة والتدريس في المسجد الحرام، والتدريس في مدارس وزارة المعارف، فقد عين سنة 1372هـ مدرساً للعلوم الدينية في الثانوية العزيزية في مكة المكرمة، ثم مديراً للمدرسة العزيزية الابتدائية، ثم عين مديراً لمدرسة القرارة الابتدائية، ثم أنشئت مدرسة جديدة بحي المعابدة بمكة المكرمة وهي مدرسة حراء الابتدائية فطلب إليه الانتقال إليها، فانتقل مديراً لها، كما عين ملاحظاً على المدرسين في المسجد الحرام.
كما كانت للشيخ عبد الله الخليفي مشاركات في إذاعة نداء الإسلام، من خلال برنامج «دروس في الفقه الإسلامي»، كما أن له مصحفاً مرتلاً بصوته يذاع من خلال إذاعة القرآن الكريم ،كما كان له مقال أسبوعي ينشر في جريدة عكاظ الغراء .
كان الشيخ عبد الله الخليفي شيخا وقورا عليه سمة الصالحين تعلوه المهابة وتحفه السكينة متواضعاً كريما محبوباً، دمث الأخلاق، جميل الألفاظ ، رقيق الإحساس، بكاء بالقرآن تغلبه العبرة، شديد التأثر والتأثير يَبكي ويُبكي، تشهد له جنبات و أروقة المسجد الحرام كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة
سنة حسنة :
ويذكر للشيخ أنه أول من جمع المصلين على صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان خلفه بعد ماكانت تصلى فرادى أو في جماعات صغيرة في الحرم المكي
فهو أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام فبدأها ـ رحمه الله ـ بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام جهة بئر زمزم ، فتزايد العدد يوماً بعد يوم وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة، وهكذا بدأ يتزايد عدد المصلين ويكثر توافدهم للصلاة خلف فضيلته وازداد عددهم عاماً بعد عام وظل كذلك ـ رحمه الله ـ حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف ثم شاركه فيها باقي الأئمة واستمرت تقام هذه الصلاة في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر يصليها مئات الألوف من المقيمين والوافدين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل الله ذلك في موازين حسناته.

مؤلفاته 

من مؤلفات الشيخ :
1ـ إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
2ـ القول المبين في رد بدع المبتدعين.
3ـ المسائل النافعة و الفوائد الجامعة.
4ـ الثقافة العامة و الدروس الهامة في فضل الإسلام.
5ـ خطب الجُمع في المسجد الحرام.
6 - التنبيهات الحسان في فضائل شهر رمضان
7ـ أدب الإسلام و حضارته و مزاياه .
8ـ التربية الإسلامية.
9ـ دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
10ـ تحذير الورى من معاملات الربا.
11ـ مناسك الحج.
12- الحث على العلم و العمل و النهي عن البطالة و الكسل .
12- من هدي الإسلام و هو آخر مؤلفاته

وفاته :
كانت وفاة الشيخ بتاريخ الإثنين 28 من صفر 1414 هـ عن عمر ناهز واحدا و ثمانين عاماً ، وذلك في مدينة الطائف، ودفن بمكة المكرمة ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ جزاء ما قدم من قراءة كتابه الكريم الذي طالما أبكى المصلين وأشجن العابدين ، ولما بذله ـ رحمه الله ـ من علم نافع وعمل صالح نرجو أن يكون ذخراً له في يوم المعاد
ومما قال الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ الخليفي شعرا :
فعزاؤنا للعلم بل و    لأهله في موت شيخ مخلص متفاني
أمضى حياة العلم بين    خطابة وصلاة يوم الختم بالقرآن
يا سامعا عن حلمه  و صفائه اسمع مقالة صاحب العرفان
الحلم حلم واسع        و براعة في كسب الواجم الغضبان
كرم و حسن ضيافة   و حفاوة وهبت له من ربنا الرحمن
أما لسان الشيخ فهو مبرأ   من غيبة الأصحاب و الإخوان
لله درك من إمام خاشع             لله درك من إمام زمان

موقع مقالات اسلام ويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق