السبت، 10 يناير 2015

السحر والسحرة

 قوله تعالى : { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } وقد أوردنا في كتاب " المشكلين " القول في السحر وحقيقته ومنتهى العمل به على وجه يشفي الغليل ، وبينا أن من أقسامه فعل ما يفرق به بين المرء وزوجه ، ومنه ما يجمع بين المرء وزوجه ، ويسمى التولة ، وكلاهما كفر ، والكل حرام ، كفر قاله مالك .

وقال الشافعي : السحر معصية إن قتل بها الساحر قتل ، وإن أضر بها أدب على قدر الضرر .

وهذا باطل من وجهين : أحدهما : أنه لم يعلم السحر ، وحقيقته أنه كلام مؤلف يعظم به غير الله تعالى ، وتنسب إليه فيه المقادير والكائنات .

والثاني : أن الله سبحانه قد صرح في كتابه بأنه كفر ; لأنه تعالى قال : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } من السحر وما كفر سليمان بقول السحر ولكن الشياطين كفروا به وبتعليمه ، وهاروت وماروت يقولان : إنما نحن فتنة فلا تكفر ، وهذا تأكيد للبيان .

المسألة الثامنة : قوله تعالى : { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } [ ص: 49 ] يعني : بحكمه وقضائه لا بأمره ; لأن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء ، ويقضي على الخلق بها ، وقد مهدنا ذلك في موضعه .

المسألة التاسعة : قوله تعالى : { ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم }

هم يعتقدون أنه نفع لما يتعجلون به من بلوغ الغرض ، وحقيقته مضرة ، لما فيه من عظيم سوء العاقبة ; وحقيقة الضرر عند أهل السنة كل ألم لا نفع يوازيه ، وحقيقة النفع كل لذة لا يتعقبها عقاب ، ولا تلحق فيه ندامة .

والضرر وعدم المنفعة في السحر متحقق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق